2023/6/1

إزاحة قطبیة الدولار.. جولات برازیلیة صینیة ناجحة

تتبوب المعرکة حول تعددیة الأقطاب العالمیة بمعرکة إزاحة القطب الأمیرکی الذی یقود العالم على مقاس دولاره..، ولذلک أصبحت السخونة العالمیة لملفی (أوکرانیا – تایوان..)، سخونة خاصة بکیفیة مواجهة أسلحة الدولار الأمیرکی والأنظمة المالیة الأمیرکیة المعمول فیها عالمیاً، وهی أسلحة تستخدمها واشنطن ضد من لا یتماشى مع مصالحها السیاسیة والعسکریة والاقتصادیة.
إزاحة قطبیة الدولار.. جولات برازیلیة صینیة ناجحة

فالخطوات الناجحة المضادة لسطوة الدولار حتى الآن تجسدت بجهود روسیا المضادة للعقوبات الغربیة فأصبحت تبیع قسماً من نفطها وغازها بالروبل..، واشتهرت خطوة قیام الشرکة العملاقة الروسیة غاز بروم بالتوقیع مع الجانب الصینی على تحویل المدفوعات مقابل تورید الغاز الروسی عبر خط قوة سیبیریا إلى الصین بالروبل والیوان الصینی..، ثم الإجراء البرازیلی الصینی باعتماد التسویات المالیة بین ثانی أقوى اقتصاد عالمی وأقوى اقتصاد أمیرکی جنوبی من دون استخدام الدولار، کما بدأت الأرجنتین منذ مدة بتسدید قیمة وارداتها من الصین یالیوان، واعتمدت الهند عملتها المحلیة فی بعض التعاملات التجاریة، وسبق لإیران أن اعتمدت الیوان فی تسدید تعاملاتها التجاریة مع الصین..
وتبدو هذه الإجراءات الناجحة مقدمة الخطوات لمواجهة إجراءات ما یسمى (تسلیح الدولار) الذی توضح فی أنموذج قیام الولایات المتحدة بمعاقبة شرکات وبنوک تعاملت مع جهات ودول واردة فی الحظر الأمیرکی علیها، کذلک أخضعت واشنطن الشرکات الأوروبیة لحظرها بالتعامل التجاری مع إیران وأیّ دولة تشرّع واشنطن عقوبات أحادیة الجانب علیها..، ثمّ الإجراء الأخطر عندما جمّدت الولایات المتحدة احتیاطات الدولار الخارجیة للبنک المرکزی الروسی عام 2022.
هذه الهیمنة الأمیرکیة دفعت دولاً عدیدة للعمل الجدی على مواجهة سلاح الدولار، وتحضر منظمة بریکس (روسیا، الصین، الهند، البرازیل، جنوب إفریقیا) وهی التکتل الأقدر على منافسة مجموعة الدول الصناعیة السبع، منذ سنوات لتعزیز أدوات ومؤسسات اقتصادیة تحررها من هیمنة الأدوات والمؤسسات الاقتصادیة التی تتحکم فیها الولایات المتحدة.
وحتى فی أوروبا الخانعة لهیمنة الاقتصاد الأمیرکی فإنّ أصواتاً عدیدة بدأت تظهر فیها توضح عدم رضاها عن تسلیح الدولار، لأنّ المعرکة الاقتصادیة الأمیرکیة لا ترحم فی استنزاف الاقتصادات الأوروبیة بحسب مقتضیات المصلحة الأمیرکیة..، وکادت فرنسا على سبیل المثال تتقدم بشکوى إلى منظمة التجارة العالمیة ضد إجراءات التحفیز للصناعة الأمیرکیة والتی أضرت وتضر بالصناعة الأوروبیة.
فالمعرکة الاقتصادیة الحالیة هی بین إزاحة قطبیة الدولار لصالح سیادة باقی العملات، وما من عاقل اقتصادی أصبح بمقدوره إخفاء أنّ المشکلة العالمیة الأولى التی تفرخ أزمات العالم الاقتصادیة هی قطبیة الدولار والبترودولار فقط لا غیر.

تقییمك